مقالة عن ما هي أخطر الأسلحة الروسية التي فتكت بالجيش الأوكراني؟, مقالة حروب










ما هي أخطر الأسلحة الروسية التي فتكت بالجيش الأوكراني؟


العالم    حروب
1/15/2023

سلاحُ وحشي السمعة وغير مألوف في الحروب الحديثة ، عند انفجاره يٌطلق عشرة آلاف مقذوفٍ صغير بطول لا يتجاوز إصبع اليد ، لكن لديها القدرة على إصابة وقتل تسع أهداف في كل متر مربع !! إنها أخطر الأسلحة الروسية التي فتكت بالجيش الأوكراني .

قنبلة بوتين المسمارية .. 

ما هي القنابل المسمارية؟ ولماذا تستخدمها روسيا في هذه الحرب؟ 

هي مقذوفٍ حركي صغير غير موجه يُعرف باسم فلاشيت  يحتوي على أسهم معدنية تنتهي بأربعة زعانف حادة طولها ما بين ثلاثة إلى اثني عشر سنتيمتراً ، وتعتبر هذه السهام الصغيرة قاتلة وقادرة على اختراق الأجساد  والخوذة  الصلبة بسهولة.

 تأتي هذه القنابل بأحجامٍ وحشواتٍ مختلفة على حسب منصة الإطلاق ، ولعل أخطرها النسخة التي استخدمها الجيش الروسي في حرب أوكرانيا، والتي تأتي بـ مقذوف من عيار مائة واثنين وعشرين مليمتراً و يحتوي على أكثر من ثمانية آلاف من السهام الصغيرة ، وهذه الحشوة المميتة يتم إطلاقها من خلال مدفع مٌجنزرة من نوع ثلاثة إس إتش واحد (SH1). 

ما مدى خطورة القنابل المسمارية وكيف تصيب الهدف ؟

عزيزي القارئ لك أن تتخيل أنه بمجرد انفجار مقذوف هذه القنبلة سينتشر في أقل من ثانية سرب من آلاف الأسهم المتشظية والمُنصهرة على شكل قوس مخروطية بعرض ثلاث مائة متر وطول مائة متر، وعند اصطدامها بجسم الضحية يصبح السهم صلباً وينثنى مثل الخِطاف بينما تنفصل زعانفه الأربعة و تسبب جرحاً  قاتلاً للضحية.

هل يوجد أشكال أو نسخ أخرى من القنابل المسمارية ؟

 النسخة الروسية ليست الوحيدة في عائلة القنابل المسمارية، فهناك القنبلة المسمارية الأمريكية التي تعرف باسم  lazy dog أو الكلب الكسول ، تم تطويرها في خمسينيات القرن الماضي، وهي لا تقل في خطورتها عن القنبلة الروسية، حيث إنها تطلق أكثر من عشرة آلاف مقذوف صغير يبلغ طول كل منها أربعة وأربعين ملليمتر، وهي تضرب بقوة الرصاصة وتوقع نحو تسع إصابات لكل متر مربع، ما يعني أن لديها فرصة كبيرة لقتل أي شخص في دائرة التفجير. 

ومن أحدث أنواعها قنبلة النينجا التي استخدمتها الولايات المتحدة في قتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، حيث تم استهدافه بنسخة مطورة مبنية على صواريخ هيلفاير، وتم تزويدها بحشوة قاتلة مكونة من ست شفرات حادة تقسم جسد الضحية بدون أن تنفجر. 

تاريخ القنابل المسمارية..

 ظهرت قنبلة السهام الخارقة لأول مرة في إيطاليا في أوائل القرن العشرين، وسرعان ما انتقلت إلى جميع الأطراف المتنازعة في الحرب العالمية الأولى ، وكانت الطائرات تسقط عشرات أو مئات العبوات المملوءة بتلك السهام على الأهداف المُعادية، لكنها كانت غير فعالة في تلك الحِقبة ، لذلك سرعان ما حلت محلها القنابل المتفجرة التقليدية.

أسباب قلة استخدام القنابل المسمارية ..

 إنه بخلاف استخدام هذه القذيفة لصد الهجمات على المدى القصير لا تتمتع السهام الخارقة إلا بمزايا قليلة مقارنة بالذخائر المماثلة، وهي تكلف أكثر بكثير لإنتاجها من الطلقات التي تنفجر عند الاحتكاك ، حيث أن عملية إنتاج قنبلة سهام تتطلب صنع كل قطعة من السهام الخارقة التي بداخلها على حِده بطريقة فردية و بتصميم ديناميكيّ هوائيّ يزيد من مدى دائرة الاستهداف.

 أين تم استخدام القنابل المسمارية؟ 

شاركت هذه القنابل المُحرمة دولياً في العديد من ساحات القتال منها حرب الكوريتين والغزو الأمريكي لفيتنام ، وكان استخدامها كأسلحة مضادة للأفراد مثيراً للجدل منذ ذلك الحين، فقد استخدمت الولايات المتحدة في حرب فيتنام النسخة التي تطلق من المدفعية والمعروفة باسم طلقات بي هايف أي خلية النحل والتي تنشر حولها حكايات مروعة عن ضحايا عثر عليهم وهم يثبتون بالمسامير على جذوع الأشجار في تلك الحرب. 

وفي العام ألفين وأربعة عشر، كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تحقيق لها عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقنابل المسمارية الخارقة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بشكل واضح ، وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقاً لتقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإنه تم إطلاق ست قذائف من هذا النوع تجاه قرية خزاعة في قطاع غزة يوم السابع عشر من يوليو  عام ألفين وأربعة عشر، مشيراً إلى وقوع إصابات بين السكان ، كما أرفق المركز صوراً  تُشير إلى استقرار المسامير في هياكل المنازل والسيارات بالمنطقة. 

ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال استخدم القنابل المسمارية في قطاع غزة عام 2002 بعد أن أُعلنت ، وأعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية أنها سلاح دفاعي قانوني.

 وفي سوريا أكدت تقارير استخدام الجيش الروسي للقنابل المسمارية ضد مناطق المعارضة في شمال سورية بين الأعوام 2015 و2017، إلى جانب العديد من الأسلحة الفتاكة الأخرى مثل القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة وغيرها، والتي أوقعت مئات من الضحايا المدنيين.

 وأخيراً  .. استخدمها الجيش الروسي خلال اجتياح بلدة بوتشا الواقعة شمال العاصمة الأوكرانية كييف، والتي  أبلغ سكانها عن العثور على عشرات من جثث الضحايا مصابة بأسهم معدنية صغيرة في منطقة الرأس والصدر، بالإضافة إلى آلاف من الأسهم المخترقة لجدران المباني والسيارات. 

لماذا استخدم الجيش الروسي قنابل تعود إلى حقبة الحرب العالمية الأولى؟ 

عادة ما تستخدم المدفعية الروسية طلقات تنفجر بالاحتكاك، وهي فعالة ضد مجموعة واسعة من الأهداف التي تتضمن المباني والمركبات الخفيفة المدرعة .

وربما تكون روسيا قد أطلقت أعدادا صغيرة من القذائف المسمارية لأغراض دفاعية، وربما قد تكون اضطرت لاستخدامها بسبب المشكلات اللوجستية والهزائم الغير متوقعة التي أجبرت سرايا المدفعية الروسية على استخدام هذه القنابل بهدف ترويع الجيش الأوكراني. 

ما مدى الأضرار التي يمكن أن تسببها القنابل المسمارية؟ 

تُظهر الدراسات التي أجراها الجيش الأمريكي على الحيوانات أنه عند السرعة العالية تندفع السهام الخارقة الصغيرة من القنابل المسمارية عند دخولها الجسم بطريقة عشوائية، مما يتسبب في إصابات خطيرة غير متكافئة الأثر، ويمكنها أيضاُ اختراق جسد الضحية لمسافة أعمق والمرور عبر العظام بسهولة. 

تٌري هل سيعتمد عليها القيصر الروسي أكثر في المواجهات القادمة خاصة بعد أن أثارت رعب الجنود الأوكراني؟!.


اقرأ ايضا:

 بوتين يضع قاذفات القيامة الروسية متأهبة لمحو اوكرانيا واوروبا

 











X

   2024 skuilder.com™.