هدوءِ حذرٍ وحالة رعب تعصف بكوكب الأرض كاملاً عقب التهديدات المتكررة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا ومن يدعمها ، وأكثر من 1000 قاذفة استراتيجية من طراز ( Tu 160 وTu 95 ,Tu22) دخلت في خدمة إدارة الحرب النووية الروسية ، إضافةً إلى نحو 3200 طائرة مقاتلة من طرازات (Su 57, Su 34) و ميكويان ميج 31 و ميكويان ميج 35 تلقت أوامر بتشكيل أسراب حماية للقاصفات النووية ودخول سلاح الجو الروسي في حالة طوارئ من الدرجة الأولى ، والحقيبة النووية الروسية دخلت مرحلة الاستعداد .. فما الذي يجري في أروقة الكرملين ؟!
ما هي نوايا بوتين تجاه أعدائه؟
الهدوء الذي يسبق العاصفة.. هذا أدق وصف يمكن إطلاقه عن الحرب المشتعلة على الحدود الشرقية للقارة الأوروبية ، فعلى الرغم من انخفاض حدة المعارك بين الجيش الروسي والجيش الأوكراني ، إلا أن العالم بأسره يترقب ردة فعل بوتين ويأخذ تهديداته النووية على محمل الجد .!
عاصفة نووية هذه المرة لو هبت فلن تتوقف وتحصد أرواح مئات الملايين من البشر! فالخلاف اليوم ليس كما البداية، إنما لأجل أربعة أقاليم أوكرانية هي لوجانسك ودونيتسك و خيرسون و زابوريجيا ، والتي تساوي مساحتها مساحة دولة كـ النرويج أو إيطاليا أو البرتغال.
انتزعها بوتين تحت رماح الحرب والسياسة، وأصبحت أقاليم روسية ينص الدستور على حمايتها من غزو الجارة كييف حتى لو شنت روسيا هجمات نووية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكافة الدول الأعضاء في حلف الناتو التي تدعم أوكرانيا عسكرياً.
بوتين لا يقبل الهزيمة ، وحربه مع أوكرانيا انتقلت من حرب على ولاءات إقليمية إلى حرب وجودية ، حرب تدور رحاها خارج حدود روسيا الجغرافية، لكن خسارتها ستجعل من موسكو مقاطعة ألمانية كما كان يخطط هتلر قبل سبعين عاماً.
ماذا سيحدث إذا خسرت روسيا في هذه الحرب ؟!
- بدايةً لن تكون روسيا بعد خسارتها قوةً عظمى وفزاعة عسكرية تُرعب شطري كوكب الأرض ولن تكون الإمبراطورية القيصرية سوى جزء من صفحات كتب التاريخ و ستقبل بواقعٍ عسكري تفرض شروطه و أجندته الدول التي تحارب أوكرانيا بالنيابة عنها.
- أما الضربة الأقل كلُفة أن سوق الأسلحة الروسية سوف يشهد كساداً قاتلاً بعد أن كانت دول الشرق والغرب تتسابق لنيل حصة منه ، وخسارة روسيا لـ نحو 88 مليار دولار سنوياً ، أي ما يعادل نسبة 7.9% من الناتج القومي الروسي خلال العام الجاري ، والنتيجة ستكون اقتصاد مُتخلخل سوف ينهار يوماً بعد يوم.
وأخيراً ، ستكون روسيا وحيدة في ميدان الحرب الباردة في مواجهة أعداء تقليديين ينتظرون سقوطها، وسنشهد ظهور عمالقة قوة عسكرية جديدين كالهند والصين لو نجحوا في استقطاب دول آسيا الوسطى ودول القوقاز وكوريا الشمالية والجزائر والسودان وإيران وغيرها من الدول التي تلعب أدوارا ًهامة في أقاليمها.
لذا بوتين لن يقبل بالهزيمة، ولو كلفه الأمر تحريك أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية وتدمير عواصم خصومه واخضاعهم لشروطه بالقوة.
ما هي عملية اليوم الأخير؟
عملية اليوم الأخير هي أحد الخيارات والخطط الهجومية التي قد يوافق الكرملين على تطبيقها عندما تتعرض روسيا لخطر وجودي أو هجوم نووي أو حرب متعددة الأطراف. وبكل تأكيد ، فإن هذه الاستراتيجية قد دخلت قيد الجاهزية لحظة إعلان الرئيس الروسي أن قواته ستلجأ لاستخدام أسلحة ذرية .
لدى بوتين 920 قاذفة استراتيجية بمقدور أي واحدة منها التحليق لأي نقطة في كوكب الأرض !! ، وهي 16 قاذفة من طراز توبوليف 160 أخطر آلة جوية صنعها البشر ، و 464 قاصفة من طراز توبوليف 95 والتي لا تقل خطورتها عن سابقتها ، وأخيراً 450 قاذفة من طراز توبوليف (22 DM) من الجيل الثالث.
ولأخذ العلم فإن جميع هذه القاذفات الخمس مائة وعشرين يمكنها حمل خمسة وثلاثين ألف وخمس مائة طن من القنابل والرؤوس النووية والإقلاع من حظائرها إلى أهدافها خلال ستين دقيقة فقط.
أهداف قاذفات القيامة .. لدى روسيا بنك أهداف نووي افتراضي يتم تحديثه بشكل دوري منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، ويشمل بنك الأهداف 51 ولاية أميركية بما فيها مبنى البنتاغون والبيت الأبيض والمرافئ والمطارات ومحطات توليد الطاقة، واتجاه القواعد الأمريكية والأساطيل البحرية المنتشرة حول العالم ، كذلك تجاه العواصم والمدن الأوروبية والمطارات العسكرية والمدنية الأوروبية والمضائق المائية ، ولا يستثني بنك الأهداف المرافق العسكرية للدول المقربة من الغرب كـ دول منطقة الخليج العربي والمغرب واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وإسرائيل وكندا وأستراليا، وعدد من دول أميركا الجنوبية وإفريقيا بحيث لا يتمكن العدو التقليدي لروسيا من استخدام أي من قواعد الحلفاء لتنفيذ هجمات انتقامية.
ومن غير المعروف عدد الأهداف الحقيقي الذي يتضمنه البنك النووي الروسي، لكن معروف عنه تقسيمه إلى قطاعات منها ما سيتم استهدافه بواسطة الصواريخ الباليستية ، ومنها ما سيتم استهدافه بواسطة الغواصات، ومنها ما سيتم قصفه جواً .!
أسطول القاذفات وقدراتها ومواصفاتها وحمولتها..
بداية من الأكثر خطراً وأكبرها حمولة حتى الأصغر ..
البجعة البيضاء Tu-160 هي واحدة من أضخم الطائرات الحربية حول العالم وأكثرها جمالاً ورعباً ، قاذفة استراتيجية بعيدة المدى نووية وفوق صوتية ووجودها في أجواء دولة غير صديقة نذير شؤم وخراب وإشعاع.
المواصفات العامة والأداء .. تتميز القاذفة توبوليف 160 والمعروفة باسم البجعة البيضاء بأجنحة متعددة الأوضاع ومتغيرة الزوايا، حيث يمكن للطيار اختيار درجة انحناء الجناحين من 20 درجة وحتى 65 درجة، مما يرفع من كفاءتها في الإقلاع والهبوط وإمكانية الملاحة في أوضاع مختلفة.
ويتكون طاقمها من أربعة أفراد ، أما أبعادها يبلغ طولها 54 متراً وارتفاعها 13 متر، والمسافة بين جناحيها 55 متر ويبلغ وزنها فارغاً 10 طن بينما تبلغ حمولتها القصوى 175 طناً من الذخائر.
يتم تشغيل البجعة البيضاء بأربعة محركات توربينية من طراز كوزنيتسوف (Nk - 32) تدفع القاذفة Tu-160 بسرعة قصوى تصل لاثنين ماخ بمدى طيران يصل إلى 12300 كيلومتر بدون عملية تزود بالوقود في الجو وارتفاع 16 ألف متر، وبإمكانها التحليق لمدة 15 ساعة متواصلة دون الحاجة للتزود بالوقود.
القدرات القتالية .. تحتوي القاذفة Tu-160 على مخزنين داخليين يستوعب كل منهما لـ 20 نقطة لتعليق الذخائر، حتى أنها مخصصة لحمل القنابل النووية والقنابل الحرارية العملاقة والصواريخ الباليستية والمحمولة جوان.
وفي العام 2006 خضعت القاذفة لبعض التعديلات لتهيئتها على حمل منصات إطلاق صواريخ كروز من طراز ( Ka-55) التي يمكنها حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية بمدى يصل إلى 3000 كيلومتر لمواكبة التطور التقني لرادارات الأعداء وتسديد ضربات نووية من خارج مناطق التهديد والخطر ، كما شملت التعديلات أنظمة الحرب الإلكترونية وأنظمة التسديد وطلاء الطائرة المُشتت لموجات الرادار والمقاوم للعوامل الجوية.
وعلى الرغم من ضخامتها إلا أنها لا تمتلك أي سلاحٍ دفاعي ، لذا فهي بحاجة لمرافقة جوية تتألف على الأقل من تشكيل مقاتلات من أربع طائرات عادة تكون طائرتان متعددة المهام كطائرة ( Su-30 ) وطائرتين اعتراضية كـ طائرة ميج -31 و بمقدور هذا التشكيل إخماد الدفاعات الجوية الأرضية وتدمير الأهداف الجوية المُعادية وإبعاد التهديدات عن البجعة البيضاء.
الأنظمة التقنية لـ البجعة البيضاء .. تعتبر التقنيات والأنظمة الإلكترونية المدمجة في القاذفة الروسية الإستراتيجية موضوعاً تحيطه هالة من السرية ، لكن ما يُعرف عن الطائرة Tu-160 أنها مزودة بـ رادار أوبزور هجومي خاص بها مزود بعازل رادوم مختلف عن باقي الرادارات من هذا النوع ، كما أن الطائرة مزودة بـ رادار سبوكا الذي يمنح الطائرة القدرة على التحليق أوتوماتيكياً على ارتفاعٍ منخفض وتتبع التضاريس الأرضية ،كما تضم الطائرة موجه قنابل إليكتروني وبصري، إضافة إلى وحدة حرب إلكترونية متكاملة دفاعية وهجومية في نفس الوقت.
قاذفة ( Tu-95) الدُّب - Bear ..
القاذفة الاستراتيجية النووية توبوليف 95 أسطورة سلاح الجو الروسي و منافسة قديمة لقاذفات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ، قلب جيش الاتحاد السوفياتي والعمود الفقري خلال الحرب الباردة وسباق التسلح.
وعلى خلفية الحرب الباردة الجديدة التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا، تصدرت ( Tu-95) قائمة أخطر الأسلحة الروسية التي بمقدورها تدمير الحواضر والعواصم الأوروبية خلال ساعات قليلة.
القدرات القتالية للقاذفة ( Tu-95).. بمقدورها حمل 16 صاروخ كروز جو أرض داخل هيكل الطائرة، بالإضافة إلى ست نقاط تعليق خارجية يمكنها أيضاً حمل ذات الصواريخ أو يمكن تعليق ما يصل إلى 28 طناً من الذخائر النووية.
فقط بعض الإصدارات من الطائرة ( Tu-95) المُجهزة بوسائل الحماية من الإشعاع القدرة على تنفيذ هجمات بقنابل نووية ومن المرجح قدرتها على حمل أربعة قنابل نووية وتنفيذ طلعة جوية واحدة لتنفيذ الحمولة على مراحل أو دفعة واحدة.
وبحسب وسائل إعلام روسية، فإن 35% من الرؤوس النووية الروسية التي يبلغ عددها نحو 7000 رأس، أي ما يقارب 2300 رأس نووية يمكن تنفيذها عبر القاذفات الجوية ، ومن هذا الرقم الهائل تمتلك ( Tu-95) حصة الأسد ، فهي القاذفة الأكثر استخداماً في سلاح الجو الروسي على عكس الأنواع الأخرى من الطائرات ذات المهام المُشابهة.
الأسلحة الدفاعية .. تمتلك ( Tu-95) مدفعاً رشاشاً في مقدمة الطائرة ، وآخر في الجزء الخلفي ، وكلاهما من طراز (Nudelman Richter N-30) من عيار 30 ميليمتر ، وبمدى يصل إلى 9200 متر و بمعدل إطلاق يبلغ 850 مقذوف في كل دقيقة لكل مدفع.
المواصفات العامة.. بلغ طول القاذفة توبوليف 95 نحو 49.5 متر وبعرض 51.1 متر وبارتفاع 12.12 متر ، وبلغ وزنها 90 طن وهي فارغة و 188 طناً كأقصى حمولة ، منها 95 طناً من الذخائر.
وتعمل الطائرة بأربع محركات توربينية من إنتاج شركة كوزنيتسوف السوفيتية، وتولد المحركات مُجتمعة قوة دفع تبلغ 44500 كيلوواط تتيح للطائرة التسلق بسرعة 13 متر في الثانية حتى ارتفاع 16300 متر وبسرعة قصوى 900 كيلومتر في الساعة و 750 كيلومتر في الساعة في الوضع الطبيعي والاقتصادية ، وبمدى عملياتٍ يصل إلى 12500 كيلومتر.
تحتاج ( Tu-95) إلى طاقم أساسي مؤلف من أربعة أفراد ، وفي بعض الرحلات يمكن توسعة الطاقم إلى تسعة أفراد بحسب مدة الرحلة ونوع المهمة وطبيعتها.
القاذفة الأكثر شيوعاً .. من أصل عشرات القاذفات التي التي صممها السوفييت وروسيا من خلفهم ، تربعت ( Tu-95) على عرش طائرات الذراع الطويلة، حيث دخلت الخدمة فعلياً في العام 1951 ، وأقرت وزارة الدفاع الروسية بقاء القاذفة في الخدمة حتى العام 2041 ، وهنا تجدر الإشارة إلى أنها أول طائرة عسكرية في العالم يتم إقرار خدمتها بـ مُدة تسعين عاماً. وتمتلك روسيا في أسطولها الجوي المرعب نحو 700 قاذفة من طراز ( Tu-95) من 20 إصداراً لا يختلف فيهم سوى بعض التفاصيل ، ومن أصل 700 هناك 464 قاذفة تعمل في سلاح الجو الروسي كـ قاذفات استراتيجية نووية بعيدة المدى ، ونحو 200 منها مُخصصة لأغراض الدوريات البحرية و القطبية والشحن العسكري والخدمات اللوجستية، وأكثر من 45 طائرة ت( Tu-95) تم تعديلها لنظام الإنذار المبكر أواكس ، كما تم تحويل بعض الطائرات لطائرات ركاب ونقل مدني لصالح الخطوط الجوية الروسية.
التاريخ التشغيلي كما ذكرنا أن توبوليف 95 دخلت الخدمة في العام 1951 إبان الحرب الباردة ولعبت دوراً هاماً في تلك الحرب لكونها كانت أحد أوراق السوفييت للضغط السياسي والدبلوماسي على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أكثر من كونها قاذفة نووية ، وتم تعديل الطائرة من ذلك الحين إلى اليوم عدة مرات شملت أنظمة الملاحة والاتصال وأنظمة الحرب الإلكترونية ومحركات الدفع ، وكانت آخر عملية واقعية شاركت فيها ( Tu-95) في أبريل 2022 عندما استهدفت مواقع متفرقة من إقليم دونباس في أوكرانيا بأكثر من عشرين حاضنة للقنابل العنقودية وقنابل فراغية.
وفي السابع عشر من نوفمبر من عام 2015 ، استخدمت روسيا عدة قاذفات استراتيجية بعيدة المدى من طراز ( Tu-95) في توجيه الضربات لفصائل الثورة في سوريا ، كما أن واحدة من هذه الطائرات لا تزال تعمل في قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري كـ طائرة أواكس حتى اليوم ، وطائرة أخرى تجري عمليات المسح الأرضي والتجسس.
وفي العام 2008 كانت طائرة ( Tu-95) تجري هجوماً على المواقع الجورجية، وتمكنت الدفاعات الجورجية من إصابة الطائرة، إلا أنها لم تسقطها ، وفي العام 1995 شاركت ( Tu-95) بنحو 100 طلعة جوية ألقت خلالها آلاف القنابل على العاصمة الشيشانية كروزنى ولعبت القاذفة حينها دور الإسناد الجوي للقوات البرية.
وإلى جانب شقيقتها ( Tu-22) نفذت ( Tu-95) مئات المهام القتالية في الفترة ما بين العام 1979 و 1989 خلال محاولة السوفييت احتلال أفغانستان وقمع الحركات الجهادية فيها.
القاذفة العمياء "بليندر " ( Tu-22 M -3) ..
تمتلك روسيا أسطول مؤلف من أكثر من 700 قاذفة من طراز توبوليف 22 نحو 500 منها من الإصدار الثالث المعروف بـ الرمز M-3 ، وهي منصة صواريخ جوالة وقاذفة قنابل استراتيجية غير عابرة للقارات ، لكن بمقدورها الوصول إلى أي نقطة في أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا والقطب الشمالي.
المواصفات العامة والأداء .. بدأ مشروع ( Tu-22) في العام 1967 كـ قاذفة قنابل بعيدة المدى وأسرع من الصوت تُلبي متطلبات الحرب الباردة لـ الاتحاد السوفيتي ، وأُصدر النموذج ( Tu-22 M -3) والذي يعتبر الإصدار الأحدث من القاذفة في العام 1997 .
يبلغ طول الطائرة 42.4 متر وبعرض 34.3 متر وبارتفاع 11 متر ، و يبلغ وزن الطائرة فارغة 58 طناناً و 128 طناً عند أقصى حمولة شاملة العتاد القتالي ووقود الرحلات ، منها 35 طناً على أعلى تقدير من الذخائر.
وتعمل بزوجٍ من المحركات النفاثة من طراز Kuznetsov- NK -25 يولدان معاً استطاعة 497 كيلو نيوتن ، يتيحان للطائرة التحليق بسرعة 2000 كيلومتر في الساعة أي ما يعادل 1.8 ماخ ، و التسلق بسرعة 15 متر في الثانية إلى ارتفاع 14 كيلو متر ضمن مدى عملياتٍ يصل إلى 5800 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود ، كما تحتاج توبوليف 22 إلى طاقم مؤلف من أربعة طيارين، وفي بعض الأحيان يمكن أن تستدعي الحاجة وصول الطاقم إلى ستة أفراد.
القدرات القتالية .. على الرغم من صغر حجم القاذفة توبوليف 22 إلا أنها قادرة على حمل 70 قنبلة حرارية من طراز Fab - 250 أو 18 قنبلة من طراز Fab - 1500 داخل هيكل الطائرة ، كما يمكنها حمل قنبلة نووية أو اثنتان من القنابل غير الاستراتيجية.
أما نقاط التعليق الخارجية فيبلغ عددها 12 نقطة منها أربع نقاط مخصصة لحمل صواريخ R-40 أو الإصدارات المماثلة، وهي صواريخ جو جو من إنتاج سوفييتي و 8 نقاط مخصصة لتعليق القنابل، وعدد قليل من طائرات ( Tu-22) تم تعديل نقاط التعليق الخارجية فيها لإطلاق صواريخ كروز ذات الرؤوس النووية ، كما أنَّ ( Tu-22) مزودة بمدفع رشاش من عيار 23 مليمتر قادر على التحرك في نطاق 290 درجة، ويبلغ مداه 4.5 كيلو متر وهو مخصص لمهام الاشتباك الجوية.
أنظمة الحرب الإلكترونية .. تمتلك ( Tu-22) أنظمة تقنية متعددة منها رادار Shompole الجانبي لغرض الإنذار المبكر ورصد المخاطر الجوية ضمن نطاق 3000 كيلومتر، إضافةً لأنظمة التشويش الإلكتروني وأنظمة التشويش الإلكتروني المقابلة التي تُسهم في تخفي الطائرة عن الرادارات الأرضية التقليدية.
ومن ضمن الأنظمة الدفاعية تمتلك نظام البالونات الحرارية القادر على توليد أكثر من 80 كتلة حرارية كل دقيقة واحدة من شأنها تشتيت الصواريخ المضادة للطائرات التي تعتمد نظام التسديد عبر التتبع الحراري .
التاريخ التشغيلي ..آخر عملية واقعية شاركت فيها ت( Tu-22)كانت في أبريل 2022 ، عندما استهدفت أطراف مدينة ماريوبول في أوكرانيا بأكثر من 20 حاضنة للقنابل العنقودية. كما أجرت الطائرة ( Tu-22) في ذات الفترة عملية استفزاز على طول الأجواء المشتركة بين روسيا وفنلندا ، وفي السابع عشر من نوفمبر من عام 2015 استخدمت روسيا 12 قاذفة استراتيجية بعيدة المدى من طراز ( Tu-22) في توجيه ضربات لفصائل الثورة في سوريا. ويُعتقد ان الطائرة ( Tu-22) نفذت عملية إلقاء قنبلة حرارية عملاقة تعرف باسم أبو القنابل على مناطقٍ في البادية السورية كان يتحصن بها تنظيم داعش في العام 2016 .
وأيضاً في العام 2015 نفذت طائرتان ( Tu-22) عملية محاكاة للهجوم على السويد وقد فشلت الدفاعات السويدية في ردع العملية الروسية ونجحت الطائرتان في اختراق المجال الجوي السويدي والتحليق فيه لمدة تجاوزت 14 دقيقة ، وفي العام 2008 كانت طائرة ( Tu-22) تٌجري هجوماً على المواقع الجورجية ، وتمكنت الدفاعات الجورجية من إسقاط الطائرة وقتل ثلاثة من طاقمها وأَسَروا واحداً ، وقد اعترفت القوات الروسية حينها بأن الطائرة سقطت نتيجة خطأ فني أدى لتعطل أنظمة الملاحة.
وفي العام 1995 شاركت الطائرة ( Tu-22) بنحو 70 طلعة جوية ألقت خلالها آلاف القنابل على العاصمة الشيشانية كروزني ، ومثلت القاذفة حينها رأس الحربة في الهجوم الروسي ، أما أولى مشاركاتها فكانت في العام 1987 وحتى العام 1989 خلال الحرب الروسية على أفغانستان ، وأفادت بعض الأبحاث العسكرية أن قاذفات ( Tu-22) أجرت أكثر من 900 طلعة جوية استهدفت مواقع المجاهدين الأفغان ودمرت خلال تلك الهجمات التحصينات الجبلية والكهوف التي لم تستطع الطائرات الحربية المقاتلة تنفيذ هجمات دقيقة تجاهها.
في المقابل جاء مشروع ( Tu-22) السوفييتي كرد على مشروع القاذفة الأميركية Stratofortress -B-52 ، وعلى الرغم من التشابه في نوع المهام القتالية بين القذيفتين وقدرتهما على الحمولة التي تبلغ نحو 50 طناً من القنابل في كلا القذيفتين ، إلا أن القاذفة السوفيتية تفوقت على نظيرتها الأمريكية بعامل السرعة بفارق أربع أضعاف، وتفوقت بعامل مدى العمليات بنحو 1600 كيلومتر، بينما فشلت ( Tu-22) في الحصول على التقنيات الحديثة كما في القاذفة الأمريكية، وعلى وجه الخصوص أنظمة الاستهداف والتسديد الدقيق لذلك لم تلقى رغبة من زبائن المُعسكر الشرقي في امتلاكها لكونها تفتقر للدقة في الإصابة، حيث يُعني هذا إنفاق الكثير من الأموال والمجازفة بقاذفة بعيدة المدى لمجرد القصف العشوائي ولعلها صُنعت خصيصاً لغرض القصف العشوائي ، فمن المعروف عن الجيش الروسي إتباعه سياسة الأرض المحروقة في عملياته القتالية.
مخطط الهجوم النووي الواسع لدى روسيا الذي يهدد به بوتين العالم ..!!
أسلحة الدمار الشامل ..
تنقسم القنابل النووية إلى قسمين الأول القنابل النووية التكتيكية ، والثاني القنابل النووية الاستراتيجية ، والقنبلة الهيدروجينية الغير إشعاعية هي الأخطر.
وهنا نتذكر قنبلة ليتل بوي (Little Boy) التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما اليابانية تلك القنبلة التي دمرت مدينة بأكملها وقتلت نحو 160 ألف شخص خلال الدقائق الأولي من الهجوم ، كانت بوزن 4000 آلاف كيلوغرام فقط، و بمقدور تفجير تكافؤ 15 إلى 18 كيلو طن من TNT فقط ثمانية عشر كيلوغراماً !! فلنتذكر هذا الرقم جيداً.
القنابل التكتيكية هي التي تتراوح قوتها التفجيرية ما بين 2 كيلو طن و50 كيلو طن ، واليوم لا يُعتبر استخدام هذا النوع من القنابل مؤشراً على انتهاء الحرب كما حدث في الحرب العالمية الثانية إنما هو بداية المواجهة النووية ، ومن أصل 6500 رأس نووي تمتلكها روسيا منها أكثر من 5000 قنابل تكتيكية، بينما هناك 1500 نووي استراتيجي نشط ، 10% فقط منها قادرة على تدمير الحياة البشرية.
أما مصطلح الأسلحة الاستراتيجية أو أسلحة الدمار الشامل فيُطلق على القنابل النووية التي تتجاوز قدرتها التفجيرية 51 كيلو طن، ولدى روسيا سبع قنابل من طراز القيصر إيفان الكبير والتي تبلغ قوتها 100 ميغا طن، أي أنها أضخم بـ 6500 ضعف عن القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما .
كما أن روسيا تمتلك أكثر من 1000 رأس نووي استراتيجي بقدرات تتراوح بين 100 كيلو طن و 50 ميجا طن موزعة على صواريخ باليستية وجوال وفرطٍ صوتية يمكن إطلاقها من منصات أرضية ثابتة ومحمولة أو من السفن الحربية والغواصات وبلا أي شك من القاذفات الجوية .
سير العملية ..
تحتوي الجغرافيا الروسية على 339 مطار عسكري موزعة في كافة أرجاء البلاد ، وعلى أكثر من 230 محطة ربط وإدارة أرضية وجميع المطارات تضم مدرجين في الحد الأدنى، وبعضها يضم ستة مدرجات، ما يعني أن الأسطول الروسي من القاذفات يمكنه التذخير والإقلاع في ذات اللحظة ، بالإضافة لامتلاك روسيا أكثر من 10000 طائرة حربية ، منها نحو 3200 مقاتلة متعددة المهام و اعتراضية يمكنها مرافقة القاذفات وتأمين وصولها إلى أهدافها.
كما تمتلك روسيا نحو 80 طائرة شبحية وأكثر من نحو 160 طائرة ايواكس من طرازات Antonove و Ilyushin للتشويش والإعماء والحرب الإلكترونية ، يمكنها احتلال سماء القارة الأوروبية بشكل كامل ومنع أي طائرة مُعادية من دخول الأجواء.
الغرب في مواجهة روسيا .. كيف سيواجه الغرب مصيرهم ؟!
حتى اللحظة يمكننا أن نجزم بنسبة 90% أن بوتين سيستخدم أسلحة نووية ضد أوكرانيا ولا شك بأن الشتاء القادم سيكون ساخناً في أوكرانيا وإجبارها على إعلان استسلامها.
وفي حال تعرض الجيش الروسي للهزيمة مرة أخرى بفعل الدعم العسكري الذي تتلقاه أوكرانيا من الدول الغربية، فإن بوتين مستعد لضرب الدول الداعمة بقنابل نووية استراتيجية والدخول في مواجهة مع القوى النووية، لكنها ستكون مواجهة قصيرة جداً بحيث تدمر قنابل روسيا النووية مقرات قيادة الدول المُعادية وإجبارها على الاستسلام لصالحه ، وبذلك تكون الحرب العالمية قد بدأت وانتهت في وقت قياسي وانتصر بها بوتين.
أما السيناريو الأكثر سوءاً فهو اللا مبالاة الروسية بالحصار النووي المفروض عليها من قبل غواصات البحرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية، والتي ستقوم بقصف روسيا بما لا يقل عن 200 صاروخ نووي في اللحظة ذاتها التي تتعرض فيها أي دولة غربية لهجوم نووي.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، حيث سيتم تفعيل منظومة اليد الميتة الروسية لحظة رصد أي هجوم إشعاعي على الأراضي الروسية وهو نظام تحكم آلي صُمم بشكل معقد للغاية بحيث لا يمكن إغلاقه أو تعليق تنشيطه تحت أي ظرف من الظروف حتى من قبل المطورين أنفسهم للنظام.
ما هو بنك الأهداف الذي سـ تقصفه روسيا بالقنابل النووية ؟
بنك الأهداف الدولية له صلاحية الوصول لمنصات الصواريخ النووية وإطلاقها وتوجيهها دون أي تدخل بشري ، ويبقى النظام خاملاً ما دام يتلقى إشارات من مجسات و مستشعرات بعضها تحت الأرض ومعلومات من الأقمار الصناعية تُفيد بأن الحياة مستمرة في كل من وزارة الدفاع الروسية و مبنى الكرملين ومبنى قيادة الأركان العسكرية.
وفي حال انقطعت هذه الإشارات جميعها يقوم النظام بتنشيط نفسه ويوجه أوامره إلى منصات إطلاق صواريخ ويدخل الشفرة اللازمة للتفعيل وأوامر التوجيه.
وخلال مدة لا تتجاوز الـ 10دقائق، تكون آلاف الصواريخ النووية تجوب فضاء كوكب الأرض قبل أن تدمر الحضارة القائمة عليه وتجعل منه كوكباً مشعاً لا وجود للحياة عليه لـ مئات وربما لآلاف السنين.
باختصار .. إنَّ نظام اليد الميتة هو نظام انتقامي بشكل بحت يقوم بتدمير الكوكب عندما تفشل روسيا في حماية نفسها أو تخسر أي حرب أو تتعرض لهجوم نووي يمنع القيادة العسكرية الروسية من مواصلة عملها.
ماهي شروط بوتين لإلغاء نظام اليد الميتة الروسية ؟
هذا النظام ينتقم من الأعداء المنتصرين ومن الأصدقاء المتخاذلين على حد سواء ، و لإلغاء هذا الخيار اشترط بوتين وقف الإمدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا واعتراف أوكرانيا وداعميها بالأقاليم الأربعة كـ جمهوريات مستقلة ذات سيادة .
وعلى الرغم من احتمالية وقوع هذا السيناريو ولجوء روسيا لاستخدام هذا التكتيك، إلا أن عواقبه لا يمكن تخيلها وعلى بوتين أن يُدرك جيدا بأن روسيا ليست الدولة النووية الوحيدة في العالم، وأنها ليست بمأمن من صواريخ الأمريكيين والأوروبيين.